وأضاف سموه: «الاقتصاد في حاجة إلى المعرفة، والسياسة في حاجة إلى الحكمة، والأمم في حاجة إلى التعلم.. وكل ذلك موجود في الكتاب.. واليوم لدينا صرح يضم ملايين الكتب لتطوير مسيرتنا التنموية»، مشيراً سموه إلى أن «المكتبات ترسّخ هويتنا.. وثقافتنا.. وجذورنا.. وتصنع مستقبلنا ومستقبل أجيالنا».
جاء ذلك خلال احتفالية خاصة نُظمت في مكتبة محمد بن راشد، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يرافقه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية.
وقد تجوّل صاحب السمو في مختلف أقسام المكتبة ومرافقها، حيث تفقَّد جانباً من محتواها ومقتنياتها، مؤكداً سموه أهمية رفد المكتبة بما يستجد في ساحة النشر العربية والعالمية، وتحويل المكتبة إلى مركز معرفي يشهد أنشطة ثقافية وإبداعية على مدار العام.
حضر الافتتاح والجولة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، ومحمد بن عبدالله القرقاوي، الأمين العام لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من الوزراء ومديري الدوائر الحكومية والمسؤولين.
وقد شُيِّدت مكتبة محمد بن راشد، التي تطل على خور دبي، على مساحة تغطي أكثر من نصف مليون قدم مربعة ما بين مساحة الأرض ومساحة المبنى المؤلف من سبعة طوابق، بكلفة إجمالية بلغت نحو مليار درهم.
وعلى امتداد طوابقها السبعة، تضم مكتبة محمد بن راشد محتوى معرفياً ضخماً يتألف من أكثر من 1.1 مليون كتاب ورقي ورقمي باللغات العربية والأجنبية، وما يزيد على 6 ملايين رسالة علمية، ونحو 73 ألف مقطوعة موسيقية، و57 ألف فيديو، وحوالي 13 ألف مقالة، وأكثر من 5 آلاف دورية ورقية وإلكترونية تاريخية كأرشيف ل325 سنة، ونحو 35 ألف صحيفة ورقية وإلكترونية من مختلف أنحاء العالم، وما يقارب 500 من المقتنيات النادرة.
وقال محمد المر، في كلمة خاصة بمناسبة تدشين هذا الصرح الحضاري إن: «مكتبة محمد بن راشد تجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الهادفة إلى تعزيز القطاع الثقافي والمعرفي في دولة الإمارات وبناء جيل متسلّح بالعلم والمعرفة لقيادة مستقبلنا والنهوض بمكونات حضارتنا».
وأشار المرّ إلى أن: «مكتبة محمد بن راشد أحد أكثر مباني المكتبات العامة تفرداً في المنطقة والعالم، حيث تشكل أيقونة معمارية ومنارة معرفية وثقافية متفردة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، لتعكس ماضي دبي وموروثها الثقافي وحاضرها الزاهر وتطلعاتها المستقبلية»، لافتاً إلى أن «المكتبة تضيف بعداً جديداً إلى اقتصاد المعرفة القائم في الدولة، من ناحية تغيير مفهوم مكتبات القرن الحادي والعشرين، لتعبّر عن الاتجاهات المستقبلية للجيل القادم من المكتبات المعتمدة على أحدث التقنيات».
وأكد أن المكتبة ستسهم في الحفاظ على الأدب والثقافة والإرث العربي والعالمي وترسيخ القراءة والمعرفة في المجتمع الإماراتي والعربي أسلوب حياة، لتدعم بذلك الاستراتيجية الوطنية للقراءة، وتعزز مكانة دبي، عاصمة ثقافية عالمية.
وأكد أعضاء مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد أهمية دور المكتبة كصرح علمي ومعرفي يرسخ مكانة الدولة كوجهة حضارية ويعزز جهودها الهادفة إلى إثراء المشهد الثقافي.
وأكد الدكتور محمد سالم المزروعي، عضو في مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، «إنَّ مكتبة محمد بن راشد تجسد رؤية وتطلعات القيادة الرشيدة نحو تعزيز المعرفة والثقافة لتمثل امتداداً طبيعياً للعديد من المبادرات والرؤى الثقافية التي تسهم في بناء مجتمع على قدر كبير من الثقافة والوعي». وأضاف:«المكتبة ستقدم قيمة معرفية وثقافية واقتصادية كبيرة للمنطقة».
وأكد سعيد العطر، الأمين العام المساعد لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أنّ «افتتاح مكتبة محمد بن راشد، هذا الصرح الثقافي الضخم، يأتي تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في بناء مجتمع قائم على الثقافة والمعرفة يضع العلم والثقافة في مقدمة المشاريع الوطنية، بما يدعم تحفيز الشغف للكلمة المكتوبة محلياً وعربياً».
وقال الإعلامي والكاتب ياسر سعيد حارب: «تشكّل المكتبة قيمةً أدبيةً وعلميةً كبيرة للعالم العربي، وتُجسِّد وجهاً من وجوه النهضة الثقافية التي شهدتها إمارة دبي على مدى السنوات الماضية لتعزيز مكانة الدولة كحاضرة ثقافية ومنارة معرفية تستقطب الباحثين والأدباء والمفكرين والمبدعين من المنطقة والعالم».
وقال مالك آل مالك، مدير عام سلطة دبي للتطوير ورئيس مجلس إدارة معهد دبي للتصميم والابتكار: «إن مكتبة محمد بن راشد تمثل اليوم إحدى دعائم استراتيجية القيادة الرشيدة لتعزيز اقتصاد المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة».
وأضاف مالك آل مالك، أنَّ «اعتماد المكتبة على استخدام أحدث تكنولوجيا المكتبات العالمية والذكاء الاصطناعي، سيسهم في تقديم خدمات نوعية وفريدة في بيئة تحفيزية ذات آفاق إبداعية تنهض بالمنتج الثقافي والإبداعي في الدولة».
وقال جمال الشحي، عضو مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، «إن المكتبة تشكل صرحاً ثقافياً مهمّاً للمشهد المعرفي والثقافي على الصعيدين المحلي والعربي وإحدى أكثر المكتبات تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم، ووجهة معرفية ذات طراز متفرد، مقدمة للجميع رحلة فريدة عبر ثروة من الكتب والدوريات والمراجع والمواد السمعية والبصرية التي تغطي مختلف ميادين المعرفة».
وعبّر الشاعر والكاتب الإماراتي، إبراهيم الهاشمي، عن سعادته بافتتاح مكتبة محمد بن راشد، مؤكداً «أنَّ المكتبة تمثل إضافة قوية للعالم العربي، حيث ستشكل منارة معرفية وثقافية فريدة تشجع الكُتّاب والباحثين والأدباء والمبدعين الواعدين على تعزيز الإنتاج الفكري باللغة العربية والمُتَرجَم في مختلف مجالات الأدب والعلوم والفنون».
وقالت إيزابيل بالهول، الرئيسة التنفيذية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، ومديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب: «تعتبر مكتبة محمد بن راشد، معلماً معرفياً ومبادرة ثقافية رائدة من دبي للقراء والكتَّاب والباحثين والمتحمسين للتعلم».