تمكّنت ورشة عمل بعنوان “القهوة السعودية في الصناعة الرقمية”، أقامها مختبر الأفكار في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) تزامنًا مع عام القهوة السعودية، من تصنيع أدوات ومنتجات للقهوة السعودية كالفناجين عبر تقنيات ثلاثية الأبعاد وذلك أمام المستفيدين من الورشة التي قدّمها مختص في صناعة القهوة ومهتم بتطوير أدواتها، حيث بادر بتجهيز خليط مكّون من مادة بلاستيك و5٪ من بقايا القهوة وصولًا لمنتج نهائي وهو الفنجان ذات تصاميم فريدة ومقاييس معينة، بهدف تحقيق الاستدامة البيئية، وتطوير صناعة القهوة بتقنيات رقمية مزوّدة بأجهزة عالية الدقة.
وقال المهندس خالد شاه مختص في الصناعات ثلاثية الأبعاد خلال الورشة التي أقيمت أخيرًا على مدى يومين أن صناعة القهوة وأدواتها باتت تشكل منعطفات عدّة، بدخول العديد من التقنيات الرقمية التي ساهمت في تسريع تصنيعهما لتوفير الوقت والجهد وعناء مراحل الوصول إلى المنتج المطلوب، ضمن إطار العراقة والأصالة باعتبار القهوة رمز تراثي، مضيفًا بأن “بقايا القهوة أحد متطلبات الاستدامة البيئية في ظلّ متغيرات العصر الحديث، موضحًا “بادرنا بصناعة فنجان من القهوة المدكوكة بخيوط الـFilament وهي الخيوط المنصهرة أثناء التصنيع، حيث يعتمد عمل الطابعة على دمج خيوط بلاستيكية رفيعة على شكل طبقات متساوية الوزن لتكوين المجسم المطلوب، إذ ترتكز على وضع كمية نثرات البُن وسعة الفتحات داخل الطابعة ثلاثية الأبعاد التي تكون أقل من 1 مل تجنبًا لانسداد فتحاتها”.
وبين شاه بأن الهدف من الورشة هو التعريف بما آلت إليه صناعة القهوة بطرق تقنية، كما سلّطت الضوء على تاريخ بدء الطباعة الرقمية بتقنيات ثلاثية الأبعاد والتي كانت منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وفي عام 1983م تم اختراع أول طابعة ثلاثية الأبعاد FDM.
واستعرض شاه اهتمام المملكة العربية السعودية في الإنتاج المحلي من القهوة -والذي يشكل نسبة 5٪- إلى جانب جهود المملكة في توطين تلك الصناعة وتحفيز زراعتها عبر مبادرات وبرامج تستقطب المهتمين من الشباب، مشيراً في الوقت ذاته إلى أول شخص اكتشف نبتة القهوة وهو راعي أثيوبي، إلا أن جمال الدين الذبحاني هو من أدخل ذلك المشروب العجيب إلى الجزيرة العربية، بحسب شاه.
وفيما يتعلّق بأدوات تحضير القهوة، أضاف أن رمز كلًا منها يشكّل معنى في مراحل التصنيع والإعداد والتقديم، مؤكدًا في الوقت ذاته على الدور التاريخي للقهوة والذي أسهم في مدّ الجسور الثقافية مما حقق تمازج ثقافي لافت، حيث بات وسيلة للتعمق في فضاءات التراث العريق داخل مساحات رحبة، واختتم الورشة بمخرجات عدة تبلورت في الوصول إلى أبرز الطرق الحديثة والتقنيات المتقدمة التي ساهمت في إحداث تحوّلات لتاريخ القهوة، منوهًا إلى التصاميم التي عملت على تشكيل المجسّمات النهائية للقهوة وأدواتها.